إن المعلومات التي قدمناها إلى الآن تظهر لنا أن نظرية التطور ادعاء يخالف الاكتشافات العلمية فمزاعم هذه النظرية حول الحياة تتعارض مع العلم. وآليات التطور التي تفترضها هذه النظرية ليست لها القدرة على التطوير. حيث أثبتت المتحجرات أن الأشكال ألانتقالية التي تفترضها النظرية غير موجودة وبالتالي فإن نظرية التطور يجب نبذها لكونها فكرة غير علمية، تماما كما نبذ الكثير من غيرها من النظريات من مفكرة العلوم عبر التاريخ مثل نظرية تمحور الكون حول الأرض
ومع ذلك فإن هذه النظرية ما زالت مفروضة على مفكرة العلوم حتى أن بعض الناس يحاولون إظهار أي نقد لها بمظهر الهجوم على العلم. لماذا؟
السبب أن نظرية التطور هي بالنسبة لبعض الدوائر إيمان وعقيدة لا يمكن الاستغناء عنها. هذه الدوائر متعصبة تعصباً أعمى للفلسفة المادية وتتبنى النظرية الداروينية لأنها التفسير المادي الوحيد الذي يمكن تقديمه حول عمل الطبيعة
والمثير للاهتمام أنهم يعترفون بهذه الحقيقة من وقت إلى آخر فريتشارد س. لوينتين عالم الجينات من جامعة هارفارد وهو من أبرز متبني هذه النظرية يعترف كإنسان مادي بداية وكعالم بالدرجة الثانية أن:
’ليست الأساليب والمؤسسات العلمية هي التي تجبرنا على هذه النظرية أو بالأحرى على القبول بالتفسير المادي للظواهر الكونية بل على العكس فإن تمسكنا بالقضايا المادية يجبرنا على خلق مجموعة من أدوات الاختبار ووضع المفاهيم التي تنتج تفسيراً ماديا مهما كان هذا التفسير مخالفاً للحدس وضبابياً وغير موضوعي. بالإضافة إلى ذلك فإن المادية مطلقة ولذلك لا يمكن أن نسمح لشيء من القداسة أن يطأ عتبتنا’’.
هذه التصريحات توضح بأن الداروينية قد أصبحت عقيدة وإيمانا، حيث أبقيت على قيد الحياة فقط من أجل تبرير التمسك بالفلسفة المادية. وهذه العقيدة تفترض أنه لا وجود سوى للمادة ولذلك فإنها تفترض وتحاجج وتحاول اثبات كون الجماد والمادة اللاواعية هي التي خلقت الحياة وتصر على فكرة أن ملايين الأنواع الحية مثل الطيور والأسماك والزرافات والنمور والحشرات والأشجار والأزهار والحيتان والبشر قد انبثقت من مادة جامدة نتجت عن تفاعلات مادية مثل المطر الشديد أو وميض البرق
وهذا مفهوم يتعارض مع العلم والعقل، ومع ذلك مازال الداروينيون يدافعون عنه حتى لا يسمحوا للقداسة أن تطأ أعتابهم
إن كل من لا ينظر إلى أصل الكائنات بعين المادية يمكنه أن يرى الحقيقة الواضحة الجلية: كل الكائنات هي من صنع الخالق القدير العليم الحكيم وهذا الخالق هو الله الذي خلق الكون من العدم وقدّره أحسن تقدير وخلق كل ما فيه من كائنات حية.
(قَالُو سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ (البقرة:32
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire