Quelle est votre religion?

Rechercher rapide.

vendredi 16 juillet 2010

آليات التطور الخيالية

النقطة الثانية المهمة التي يمكن مناقشة نظرية داروين من خلالها هي أن المفهومين اللذين وضعتهما النظرية لآلية التطور ليس لهما في الحقيقة أي قدرة على التطوير.
لقد ركز داروين نظريته بشكل كامل على آلية الانتقاء الطبيعي وتظهر الأهمية التي أولاها داروين لهذه النقطة جلية في عنان كتابه ‘’اصل الأنواع في عملية الانتقاء الطبيعي’’
ومن خلال فرضية الانتقاء الطبيعي يقول داروين أن الكائنات الحية الأقوى والأكثر قدرة على التكيف مع الظروف الطبيعية في الأماكن التي تعيش فيها سوف تتمكن من البقاء على معركة الصراع من أجل الحياة
فعلى سبيل المثال، فإن الغزال القادر على الجري بشكل أسرع من بين قطيع من الغزلان مهدد بهجوم من حيوانات مفترسة هو الذي سينجو، ولذلك فإن قطيع الغزلان سوف يتشكل من أفراد أقوى أسرع. ولكن، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتطور الغزلان وتحول نفسها إلى فصيلة أخرى من الكائنات الحية كالأحصنة على سبيل المثال
ولذلك فإن آلية الانتقاء الطبيعي ليس لها أي قدرات تطويرية. وقد كان داروين على دراية بهذه الحقيقة أيضا إذ ذكر في كتابه ‘’أصل الأنواع’’:’’أن الانتقاء الطبيعي لا يمكنه أن يقوم بشيء حتى يصدف حدوث تغيرات ملائمة’’.
(التأثر بـ ‘’(لامارك’’
كيف يمكن حصول هذه التغيرات الملائمة؟ حاول داروين الإجابة عن هذا السؤال انطلاقا من المفاهيم البدائية للعلم في عصره. ووفقاً لما كان يراه العالم البيولوجي الفرنسي لامارك الذي عاش قبل داروين، فإن الكائنات الحية تورث السمات التي اكتسبتها إلى الأجيال اللاحقة، وهذه السمات التي تراكمت من جيل إلى آخر تؤدي إلى نشوء نوع أو فصيلة جديدة. فمثلاً يرى لا مارك أن الزرافات تطورت من الظبيان التي كانت تعاني خلال محاولتها أكل أوراق الأشجار في أغصان الشجرات الباسقة فطالت أعناقها جيلاً بعد جيل
وسار داروين على نهج لامارك فأعطى أمثلة مشابهة. ففي كتابه أصل الأنواع يقول داروين أن بعض الدببة التي كانت تنزل إلى الماء تحولت مع مرور الزمن إلى حيتان.
ولكن قوانين الوراثة التي اكتشفها ماندل والتي أثبتها علم الجينات الذي ازدهر في القرن العشرين محت أسطورة السمات المكتسبة التي تورث إلى الأجيال المتعاقبة. وبهذا سقطت فرضية الانتقاء الطبيعي كآلية من آليات التطور في النظرية الداروينية.الداروينية الحديثة والتغيرات المفاجئة
الداروينية الحديثة والطفرات
من أجل إيجاد حل لهذه المعضلة التي وقعت فيها الدراوينية، طور الداروينيون في نهاية الثلاثينات ما عرف ب’’النظرية التركيبية الحديثة’’ أو ما يعرف بالداروينية الجديدة حيث أضاف الداروينيون موضوع التغيرات المفاجئة أو الطفرات وهي حسب تعريفهم تشوهات في جينات الكائنات الحية تحدث نتيجة عوامل خارجية مثل الإشعاعات أو الخلل الذي يقع خلال عمليات الانقسام، وهي تؤدي إلى اكتساب صفات مفيدة، هذا بالإضافة إلى التغيرات الطبيعية. وهذه الداروينية الحديثة هي التي يؤخذ بها اليوم فيما يتعلق بالنظرية الداروينية بشكل عام
إن هذه النظرية تدعي أن ملايين الكائنات الحية الموجودة على الأرض قد تكونت نتيجة عمليات حدث فيها العديد من التغيرات في الأعضاء المعقدة لهذه الكائنات الحية مثل العيون والآذان والرئة والأجنحة وغيرها ويقصد من هذه التغييرات ‘’ الطفرات ‘’ التي حدثت، أي التغييرات التي حدثت في الجينات. ولكن هناك حقيقة علمية تدحض هذه النظرية وهي أن التغيرات لا تؤدي إلى تطوير وتحسين الكائنات الحية بل على العكس، أنها تؤدي إلى إيذائها.
والسبب في ذلك بسيط جدا إذ أن الدي أن أي له تركيبة معقدة جدا والتأثيرات العشوائية تؤدي إلى إيذائها وألاضرار بها . يشرح عالم الجينات الأميركي ب.غ.راناكاثان
B.G. Ranganathan
ذلك بقوله
الطفرات صغيرة وعشوائية ومضرة ولا تحدث إلا نادراً وفي أحسن التقديرات تكون غير مؤثرة. وهذه الخصائص الأربعة للطفرات تعني أنها لا يمكن أن تصل إلى أي نوع من أنواع التطوير. فالتغيير العشوائي في نظام ذي خصائص دقيقة يكون إما غير مؤثر أو مضرا. أن التغيير العشوائي في ساعة اليد مثلا لا يمكن أن يؤدي إلى تحسين أدائها، بل على الأرجح أن يضر بها، أو في أحسن الأحوال يجعلها غير فعالة، وكذلك الهزة الأرضية لا يمكنها أن تحسن المدينة، بل تجلب لها الخراب.
وليس مفاجئا ألا يكون هناك أي مثال مفيد في موضوع الطفرات المفيدة. أي لا يوجد ما يدل على أن الطفرات استطاعت تطوير شفرة جينية. فقد ثبت حتى الآن أن كل الطفرات مضرة. وقد كان يفهم أن الطفرة التي قدمت على أنها آلية من آليات التطور ليست سوى تغيير جيني يضر بالكائنات الحية ويتركها عاجزة (السرطان من أكثر التأثيرات المعروفة للطفرات على البشر) وما من شك أن الآلية المدمرة لا يمكن أن تكون في نفس الوقت آلية تطوير طبيعية ومع انتفاء وجود أي آلية تطور فإنه لم تحدث في الواقع أي عملية تطور متخيلة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire