Quelle est votre religion?

Rechercher rapide.

vendredi 16 juillet 2010

التقنية في العين والأذن

سؤال آخر ظل بلا إجابة في نظرية التطور يتعلق بالقدرة العالية التي تتمتع بها العيون والآذان على الإدراك
وقبل أن نناقش موضوع العين سوف نجيب باختصار على السؤال التالي: ‘’كيف نرى’’؟
إن شعاع الضوء الآتي من الأشياء ينعكس على شبكية العين وهنا تتحول الإشعاعات الضوئية إلى إشارات إلكترونية من خلال الخلايا وتصل إلى نقطة صغيرة جدا في الجهة الخلفية للدماغ تسمى مركز الرؤية. هذه الإشارات الإلكترونية يقرأها الدماغ على شكل صور بعد سلسلة معقدة من العمليات.
مع هذه المعلومات التقنية التي بين أيدينا دعونا نفكر قليلاً
الدماغ معزول عن الضوء وهذا يعني أن داخل الدماغ مظلم والضوء لا يصل إلى المنطقة التي يقع فيها الدماغ. والمكان المسمى مركز الرؤية حالك الظلمة حيث لا يصله ضوء البتة وقد يكون من اكثر الأماكن حلكة. ومع ذلك فإنك ترى من حولك عالماً نيّراً مشرقاً في هذه الظلمة الحالكة
الصورة التي تتكون في العين دقيقة وواضحة لدرجة لا تستطيع معها أي من تقنيات القرن العشرين بلوغها. فعلى سبيل المثال انظر إلى الكتاب الذي تقرأه وإلى يدك التي تحمله ثم ارفع رأسك وانظر الى من حولك، هل سبق أن رأيت صوراً أكثر دقة وتحديداً مما تراه في أي مكان آخر؟ أن اكثر شاشات التلفزيون تطوراً والمنتجة من قبل اعظم الشركات في العالم لا يمكنها أن تعطيك صورة بهذه الدرجة من الوضوح
فالصورة التي تراها بعينيك ثلاثية الأبعاد، ملونة وواضحة للغاية، ومنذ مائة عام يحاول آلاف المهندسين أن يحققوا مثل هذا الوضوح فشيدوا لذلك العديد من المصانع والمباني وأجريت الكثير من الأبحاث ووضعت الخطط والتصاميم من اجل تحقيق هذا الهدف، ولكن مرة أخرى انظر إلى شاشة التلفاز ثم انظر إلى الكتاب الذي بين يديك سوف ترى فرقاً كبيراً في الدقة والوضوح. بالإضافة إلى ذلك فإن شاشة التلفزيون تعطي صورة ثنائية الأبعاد بينما ترى من خلال عينيك صورا عميقة ذات أبعاد ثلاثية! ولسنوات عديدة حاول آلاف المهندسين ابتكار تلفاز ثلاثي الأبعاد يضاهي بصوره ما تصوره العين، وتوصلوا بالفعل إلى صناعة هذا النوع من أنظمة التلفاز، ولكن ليس بالإمكان مشاهدته دون وضع نظارات خاصة، بالإضافة إلى كون الصورة ثلاثية الأبعاد مصطنعة والخلفية أكثر غشاوة والصورة الأمامية أشبه بالورقة المنضدة
ولم يكن بالإمكان في أي وقت من الأوقات إنتاج صورة واضحة ودقيقة كتلك التي تنتجها العين ففي كل من الكاميرا والتلفزيون هناك هبوط في نوعية الصورة
يدعي الداروينيون أن الآلية التي تنتج هذه الصورة الواضحة والدقيقة قد تطورت بمحض الصدفة. ولو أن أحدهم قال لك أن التلفزيون الموجود في غرفتك تشكل بمحض الصدفة حيث تجمعت ذراته مع بعضها البعض لتشكل جهازاً ينتج الصور، هل كنت تصدقه؟ كيف يمكن للذرات أن تصنع ما لم يستطع آلاف البشر أن يصنعوه؟ وإذا كان الجهاز ينتج صوراً بدائية بالمقارنة مع ما تنتجه العين لا يمكن أن يتكون بمحض المصادفة فمن المؤكد أن العين وما تراه لا يمكن أن تتشكل بمحض المصادفة
وهذا الكلام السابق ينطبق على الأذن حيث تلتقط الأذن الخارجية الأصوات الموجودة من خلال الصِّوان ثم توجهها إلى الأذن الوسطى التي تنقل بدورها ذبذبات الصوت من خلال تكثيفها لترسلها الأذن الداخلية إلى الدماغ الذي يترجمها بدوره إلى إشارات إلكترونية تماماً كما يحدث في العين لتنتهي بعدها عملية السمع في مركز السمع في الأذن
وكل ما ذكرناه عن العين يصدق على الأذن أيضا فالدماغ معزول عن الأصوات كما هو معزول عن الأضواء حيث لا يدخله أي صوت ومهما يكن من ضجيج في الخارج فإن داخل الدماغ يبقى صامتاً بشكل تام. ومع ذلك فإن الدماغ يفهم أوضح الأصوات فمن خلال دماغنا المعزول عن الصوت نستمع إلى السمفونيات والأوركسترا ونسمع الضجيج في الأماكن المزدحمة. ومع ذلك لو أننا قمنا بقياس مستوى الصوت في داخل الدماغ بأدق الأدوات لسجلت هذه الأدوات أن الصمت المطبق يعم هناك
وكما هي الحال بالنسبة للصور، فإن عقوداً قضيت في محاولة توليد وإنتاج أصوات مطابقة للأصوات الأصلية وكانت نتائج هذه المحاولات
المسجلات الصوتية أجهزة تحسس الصوت وأدوات إعادة الإرسال. وبالرغم من وجود كل هذه التقنيات ووجود آلاف المهندسين الذين يعملون على تحقيق هذا الهدف لم يوجد بعد أي صوت يمتلك الدقة والوضوح في المستوى الذي تسمعه الأذن. فكر بأجهزة إعادة الإرسال ذات التقنية العالية التي تنتجها أكبر الشركات الصناعية، فعندما يسجل الصوت بواسطة هذه الأدوات فإنه يفقد بعضا من مميزاته وعندما تدير هذه الأجهزة لا بد أن تسمع هسهسة قبل أن تبدأ الموسيقى. في حين أن الأصوات التي تنتجها تقنيات جسم الإنسان دقيقة وواضحة تماماً فأذن الإنسان لا يمكن أن تدرك الصوت وهو مترافق مع الهسهسة كما تفعل أجهزة إعادة الإرسال، بل تنتج الصوت تماماً كما هو واضح ودقيق، وهكذا كان الأمر منذ أن خلق الإنسان
حتى الآن ليست هناك وسائل سمعية بصرية أنتجها الإنسان تضاهي العين والأذن بحساسيتها ونجاحها في إدراك المعلومات الحسية. وعلى كل حال فإن هناك معلومات كثيرة تتعلق بالعين والأذن لا يتسع المقام لذكرها هنا
من الذي يدرك كل ما نراه ونسمعه؟
من ذا الذي يشاهد العالم الفاتن من خلال دماغه، ويستمع إلى السمفونيات، وإلى زقزقة الطيور ويشم عبير الورود؟
إن الإثارة القادمة من العيون والآذان والأنوف في جسم الإنسان تسافر إلى الدماغ على شكل اندفاعات عصبية إلكترو كيميائية وفي كتب علم الحياة والفيزيولوجيا والكيمياء الحيوية يمكن أن تجد تفاصيل عدة حول هذه الأشكال من الصور في الدماغ. ولكن لا يمكنك أن تجد حقيقة مهمة حول هذا الموضوع، من الذي يستوعب الاندفاعات العصبية الالكتروكيميائية على شكل صور وأصوات وروائح وأمور حسية تحدث في الدماغ؟ إن هناك وعياً في الدماغ يحرك كل هذا دون الشعور بالحاجة إلى العين والأذن والأنف. من يملك هذا الشعور؟ لا شك أن هذا الوعي لا ينتمي إلى الأعصاب أو طبقة الشحم والخلايا العصبية التي يتألف منها الدماغ. وهذا السبب الذي جعل الدراوينيين والماديين الذين يظنون أن كل شيء مؤلف من المادة لا يجدون إجابة عن هذا السؤال
إن من يملك هذا الوعي هو الروح الذي خلقه الله سبحانه وتعالى. الروح لا يحتاج لا إلى العين لتشاهد الصور ولا إلى الأذن لتسمع الأصوات وهو لا يحتاج حتى الى الدماغ ليفكر
كل من يقرأ هذه الحقيقة العلمية الواضحة يجب أن يتذكر الله العلي القدير ويخافه ويلجأ إليه، إنه الله القدير الذي قدر على حشر الكون كله في زاوية ضيقة حالكة الظلمة لا تتعدى بضعة سنتيمترات ليخرجه للبشر بأشكال ثلاثية الأبعاد ملونا وباهراً ومضيئاً.

1 commentaire: